.:: الرسول الأسوة صلى الله عليه وسلم ::.

قاد المسلمين لانتصارهم العسكري الأول في رمضان

==========================================================

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ فِي قُبَّةٍ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَنْشُدُكَ عَهْدَكَ وَوَعْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُعْبَدْ بَعْدَ اليَوْمِ» فَأَخَذَ أَبُو بَكْرٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَدْ أَلْحَحْتَ عَلَى رَبِّكَ وَهُوَ فِي الدِّرْعِ، فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ* بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ* وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}(القمر:45- 46])(صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب ما قيل في درع النبي، صلى الله عليه وسلم، والقميص في الحرب)
السابع عشر من رمضان ذكرى غزوة بدر الكبرى التي كانت فاتحة انتصارات الإسلام العسكرية، وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة، ثم توجت انتصارات المسلمين بفتح مكة المكرمة، وذلك في رمضان أيضاً، في العشرين منه في السنة الثامنة للهجرة، فأكبر انتصارين في صدر الإسلام كانت لهما ثمار ملموسة وبارزة تحققا في شهر رمضان المبارك، ومن ثمار التذكير بهما بلسمة جراح المنكوبين من المستضعفين في هذه الأيام، وبخاصة الذين يواجهون الدمار والفتك والاستهداف الظالم من أعدائهم، والأمل يبقى معقود على أن يتحقق لهم مثلما تحقق لأسلافهم الذين نصرهم الله ببدر وهم أذلة، واستجاب لاستغاثتهم فأمدهم بملائكة مردفين.
جانب من الاستعداد لبدر
حديث ابن عباس، رضي الله عنهما، المثبت نصه أعلاه، يصف جانباً من الاستعداد للقاء بدر، الذي كان فاصلاً في تاريخ الإسلام بين معسكري الإيمان والشرك، ولعظمة الانتصار الذي حققه الله في ذاك اليوم العظيم، منّ سبحانه على المسلمين به، فقال عز وجل: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (آل عمران:123) و{أَذِلَّةٌ} جمع ذليل، مثل عزيز وأعزة. وأراد هاهنا قلّة العدد. (تفسير الثعلبي= الكشف والبيان الكشف والبيان عن تفسير القرآن: 3/141) وقيل قلة العدد، وضعف الحال؛ بقلة السلاح والمال. (التفسير الوسيط للواحدي: 1/486)
جاء في عمدة القاري أن قَوْله صلى الله عليه وسلم: " أنْشدك" أَي أطلبك، يُقَال نشدتك الله أَي سَأَلتك بِاللَّه، وقَوْله "عَهْدك" نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ* وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} (الصافات:171-173)
وقَوْله: "وَوَعدك" نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ...} (الأنفال:7)
وقَوْل أبي بكر، رضي الله عنه: "حَسبك" أَي يَكْفِيك مَا قلت.
وقَوْله: "ألححت" أَي داومت الدُّعَاء، وَيُقَال مَعْنَاهُ بالغت فِي الدُّعَاء، وأطلت فِيهِ.
قَالَ الْخطابِيّ: قد يشكل معنى هَذَا الحَدِيث على كثير من النَّاس، وَذَلِكَ إِذا رَأَوْا نَبِي الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، يناشد ربه فِي استنجاز الْوَعْد، وَأَبُو بكر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، يُسَكنُ مِنْهُ، فيتوهمون أَن حَال أبي بكر بالثقة بربه والطمأنينة إِلى وعده أرفع من حَاله، وَهَذَا لَا يجوز قطعاً، فَالْمَعْنى فِي مناشدته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وإلحاحه فِي الدُّعَاء الشَّفَقَة على قُلُوب أَصْحَابه، وتقويتهم، إِذْ كَانَ ذَلِك أول مشْهد شهدوه فِي لِقَاء الْعَدو، وَكَانُوا فِي قلَّة من الْعدَد وَالْعُدَد، فابتهل فِي الدُّعَاء وألح؛ ليسكن ذَلِك مَا فِي نُفُوسهم، إِذا كَانُوا يعلمُونَ أَن وسيلته مَقْبُولَة ودعوته مستجابة، فَلَمَّا قَالَ لَهُ أَبُو بكر مقَالَته كف عَن الدُّعَاء، إِذْ علم أَنه اسْتُجِيبَ لَهُ بِمَا وجده أَبُو بكر فِي نَفسه من الْقُوَّة والطمأنينة، حَتَّى قَالَ لَهُ هَذَا القَوْل، وَيدل على صِحَة هذا التأويل تمثله على أثر ذَلِك بقوله تعالى: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} وَفِيه تأنيس من استبطأ كريم مَا وعده الله بِهِ من النَّصْر، والبشرى لَهُم بهزم حزب الشَّيْطَان، وتذكيرهم بِمَا نبههم بِهِ من كِتَابه عز وَجل.
وَالْمرَاد من الْجمع: جمع كفار مَكَّة يَوْم بدر، فَأخْبر الله تَعَالَى أَنهم سيهزمون، وَيُوَلُّونَ الدبر؛ أَي الإدبار، فوحدوا لمراد الْجمع.
وقَوْله {بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ}(القمر: 46) أَي موعد عَذَابهمْ، وقَوْله {وَالسَّاعَةُ} أَي عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة {أَدْهَى} أَشد وأفظع والداهية الْأَمر الْمُنكر الَّذِي لَا يهتدى لَهُ، قَوْله {وَأَمَرُّ} أَي أعظم بلية، وَأَشد مرَارَة من الْهَزِيمَة وَالْقَتْل يَوْم بدر.(عمدة القاري شرح صحيح البخاري:14/193)

الفرقان
وصف الله يوم بدر بالفرقان، فقال جل شأنه: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الأنفال:41)
والمراد بيوم الفرقان هنا هو يوم بدر، قال الكلبي: يعني: يوم النصر، يوم بدر، فَرَّقَ بين الحق والباطل.
وقال مقاتل: معناه وما أنزلنا من الفرقان يوم بدر، فأَقرُّوا بحكم الله تعالى في أمر الغنيمة. {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ} يعني: يوم جمع المسلمين وجمع المشركين.
{وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يعني: على نصرة المؤمنين وهزيمة الكفار. (تفسير السمرقندي=بحر العلوم:2/22)
وقد أُطلق وصف الفرقان على القرآن الكريم، حسب ما جاء في عدد من الآيات القرآنية، ونزلت سورة سميت بالفرقان، وفي فاتحتها يقول عز وجل: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً} (الفرقان:1)
وفي سورة البقرة يقول عز وجل: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ...} (البقرة:185)
و{الْفرْقَان} في هاتين الآيتين الكريمتين هو الْقُرْآن، وسمى فرقاناً لمعنيين: أحدهما: لِأَنَّهُ يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل، والآخر: أَن فِيهِ بَيَان الْحَلَال وَالْحرَام. (تفسير السمعاني: 4/5)
وبين الله سبحانه أنه آتى موسى الفرقان، فقال تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (البقرة:53) وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ} (الأنبياء:48) والمراد بالكتاب هنا: التوراة. وفي الفرقان خمسة أقوال: منها أنه القرآن. ومعنى الكلام: لقد آتينا موسى الكتاب، ومحمداً الفرقان، ذكره الفرّاء. (زاد المسير في علم التفسير:1/65)
سورة الأنفال نزلت في بدر
اهتمام القرآن الكريم بغزوة بدر يدل على أهميتها ومكانتها عند الله، وفي واقع الإسلام والمسلمين، حتى إن حبر القرآن ابن عباس، ذكر أن سورة الأنفال نزلت في بدر، فعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ، قَالَ: «التَّوْبَةُ هِيَ الفَاضِحَةُ، مَا زَالَتْ تَنْزِلُ، وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهَا لَنْ تُبْقِيَ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا ذُكِرَ فِيهَا»، قَالَ: قُلْتُ: سُورَةُ الأَنْفَالِ، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي بَدْرٍ»، قَالَ: قُلْتُ: سُورَةُ الحَشْرِ، قَالَ: «نَزَلَتْ فِي بَنِي النَّضِيرِ» (صحيح البخاري، كتاب تفسير القرآن، سورة الحشر، {الجلاء} [الحشر: 3]: الإخراج من أرض إلى أرض)
ومما نزل في سورة الأنفال بخصوص غزوة بدر أن الله وعد المسلمين قبيلها بإحدى الطائفتين، وهم أرادوا غير ذات الشوكة، لكن الله أراد أن يحق الحق ويبطل الباطل، وأنه أمد المسلمين لما استغاثوه بألف من الملائكة مردفين، وأخبرت الآيات عن جند الله الذين سخرهم لعونهم ومؤازرتهم عدا الملائكة، ومن ذلك النعاس الذي غشاهم الله إياه آمنة منه، وأنزل عليهم ماء السماء ليطهرهم به، ويذهب عنهم رجز الشيطان، وليربط على قلوبهم ويثبت أقدامهم، وأوحى الله إلى الملائكة بأنه معهم، وأمرهم بأن يثبتوا الذين آمنوا، ووعد سبحانه أنه سيلقي الرعب في قلوب الكافرين، فقال تعالى: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ * إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ * إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}(الأنفال: 7-12)
يا الله ... الغوث الغوث
خبر إغاثة المسلمين يوم بدر بالملائكة ثابت في القرآن الكريم، وحديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، كما في الآية التاسعة سالفة الذكر من سورة الأنفال، وفي الآيات التالية من سورة آل عمران، حيث يقول تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِينَ* بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِينَ* وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ* لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُواْ خَآئِبِينَ} (آل عمران:123-127)
وقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن الملائكة شاركت في مؤازرة المسلمين في بدر، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِيهِ- وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ- قَالَ: (جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: مِنْ أَفْضَلِ المُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ المَلاَئِكَةِ) (صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدراً)
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ النَّبِيَّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ يَوْمَ بَدْرٍ: «هَذَا جِبْرِيلُ، آخِذٌ بِرَأْسِ فَرَسِهِ، عَلَيْهِ أَدَاةُ الحَرْبِ» (صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدراً)، وعن ابْن عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ، فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ، وَشُقَّ وَجْهُهُ، كَضَرْبَةِ السَّوْطِ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ، فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «صَدَقْتَ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ»(صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم)
سائلين الله العلي القدير الذي أغاث المسلمين يوم بدر أن يغيثنا وأهلنا في غزة بمدد واسع من عنده وعظيم، إنه على كل شيء قدير، وحالنا لا يخفى عليه سبحانه، فقد بلغ السيل الزبى، وضاقت بنا الأرض بما رحبت، وبلغت القلوب الحناجر، فيا رب أغثنا بغوث من عندك مبين، وأنجز لنا عهدك ووعدك، كما أنجزتهما يوم بدر لنبيك محمد، صلى الله وسلم عليه، وعلى آل بيته الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
19 رمضان 1445هـ

تاريخ النشر 2024-03-29
 دار الإفتاء الفلسطينية - القدس